أقدم مادة عالجت الأسنان
الشعير .. 10 آلاف سنة في خدمة البشرية
دلال جمال
أحد المحاصيل الزراعية الذي ينتمي إلى الحبوب، ويزرع في الشتاء مثله مثل القمح، ومجموعة الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان والذرة والأرز والزوان والدخن تنتمي إلى الفصيلة النجيلية Graminae استخدمه في مجال الطب أبقراط، حيث صنع منه شرابا لمرض الالتهابات والحميات وعلاجا مرخيا لشد العضلات وملطفا. وزعم بيليني أن الشعير أقدم مادة استعملها الإنسان لغذائه، كما يقال إنه أقدم نبات زرع وعرفته حضارات العالم القديم. لقد كان الشعير معروفاً في بحيرة دويلرز في أوروبا، وقيل إنه نشأ في جنوب غربي آسيا، وكان الشعير حتى القرن السادس عشر المصدر الرئيسي لدقيق خبز الإنسان، ثم حل القمح محله في الدول الغنية.
غذاء ودواء
وهو نوع من الحبوب الكاملة، نشأ في اثيوبيا وجنوب شرق آسيا، حيث تمت زراعته لأكثر من 10000 عام. استخدم الشعير من قبل الحضارات القديمة كغذاء للانسان والحيوان، بالإضافة إلى ذلك، ماء الشعير قد استخدم لأغراض طبية مختلفة منذ العصور القديمة. يحتوي على مستويات عالية من الألياف الغذائية والسلينيوم المضادة للأكسدة، وهو نبات عشبي تدوم دورة حياته لسنة واحدة أو موسم زراعي واحد. يعتبر الشعير من الحبوب الأستراتيجية التي تدخل ضمن مواد الأمن الغذائي للبشر وللحيوانات على حد السواء. حيث تستخدم كجزء من الأغذية المعلبة أو في الشوربات. والشعير غني بالألياف القابلة للذوبان، ويحتوي على مواد تذوب مع الماء تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية.
ويقوم الشعير بعملية تنظيم انسياب المواد الغذائية في الدم مثل السكريات، وذلك يساعد على تنظيم معدل السكر في الدم، ويحد من عملية ارتفاع نسبة السكر الناتجة عن الغذاء. وتزرع منه أنواع كثيرة منها الشعير الأجرد أو السلت وهو يشبه القمح.
الشعير من الحبوب الاستراتيجية التي تدخل ضمن مواد الأمن الغذائي للبشر وللحيوانات على حد السواء، وكما يدخل الشعير ضمن الصناعة الغذائية. الشعير كان من المحاصيل الغذائية الرئيسية في العصور القديمة حيث كان يصنع منه الخبز والبيرة، ووجدت حبوب الشعير في مخلفات عصر ما قبل الأسر، ووجدت في تابوت الملك أمنحتب الأول نبات شعير كامل.
فائدته الصحية
يسهم الشعير الخالص في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب خاصةً شرايين القلب التاجية فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية، واحتشاء عضلة القلب، أما المصابون فعلياً بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم المادة المصنوعة من الشعير بما تحمله من فوائد صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية. والأفراد الذين لديهم حساسية أو ارتفاع ضغط بسبب طحين الشعير أو البيرة يجب أن يتجنبوا منتجات الشعير، تم تسجيل بعض حالات فرط التحسس أو الطفح الجلدي بعد شرب البيرة المصنوعة من الشعير، الأفراد الذين لديهم حساسية اتجاه الحبوب يظهر لديهم تفاعل متصالب للشعير. ربو «الخبازين» وهو عبارة عن تفاعل تحسسي ناجم عن استنشاق طحين الحبوب عند العمال في المخابز وقد يحث هذا التفاعل بسبب طحين الشعير والحبوب الأخرى التي تعطي أعراض متشابهة.
إن الشعير غني بالألياف والبروتين والكربوهيدرات، وفيه دهن وبكتين وسكر وأحماض عضوية ودهنية وفيه كثير من الأحماض الأمينية. وفيه كثير من المواد المعدنية والفيتامينات.
تجربة كويتية
في بداية الثمانينيات وفي صحاري الكويت، قامت طائرات الهيلوكوبتر التابعة لسلاح الجو الكويتي، برش الشعير ونثره على مناطق كبيرة من صحراء الكويت التي وحسب تقديراتهم تعتبر مكانا جيدا لإنبات الشعير وذلك قبل موسم الأمطار بأيام بسيطة «الوسم» لكي تنبت هذه البذور على المطر العشوائي دون سقاية من أحد.
وفعلا تم رش كميات ومساحات لا بأس بها من الشعير على أمل أن تستفيد منه المواشي من أغنام وإبل عندما ينبت إلى جانب محاولة تخضير جزء من البادية وايقاف ظاهرة التصحر الحاصلة آنذاك. لقد كانت الفكرة على غير المتوقع لها حيث كانت شبه خاسرة رغم ظهور بقع خضراء لكنها كانت صغيرة ولا تفي بمتطلبات الفكرة وتم عدم تكرار التجربة بإلغائها.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 151