ثاني محصول في الأهمية بين محاصيل الألياف النباتية
الجوت: شجيرات لصناعة الحقائب والأحذية والأقمشة
دلال جمال
ينمو نبات الجوت في المناطق الاستوائية والموسمية ويتميز بأليافه وهو من فئة الشجريات، فعندما تبلغ الشجرة السنتين وتصل لطول مناسب يتم قطعها وتجريدها من الأوراق وتوضع أغصانها تحت الماء وتطمر بالطين، وبعد قرابة العشرين يوما تستخرج من تحت الطين وتغزل ويصنع منها الحبال والأحذية والحقائب والأقمشة الخشنة لعمل العبوات النسيجية لتعبئة المحاصيل الزراعية كالأكياس وتستخدم في صناعة السجاد والموكيت.
يزرع في الأراضي الصفراء سواء الخفيفة أو الثقيلة، كما يحتاج إلى كميات كبيرة من الأمطار لا تقل عن 65 بوصة خلال فترة نمو النبات, وبحيث تكون موزعة توزيعاً جيداً أو ما يعادلها من مياه الري ومع توافر ضوء الشمس في المراحل الأولى لنمو النبات.
بدأت زراعة الجوت على مستوى العالم منذ فترة طويلة غير معروفة بالتحديد حتى توجد نصوصا قديمة في افريقيا وآسيا تذكر ذلك، وفي الصين تم اكتشاف ورق مصنوع من الجوت يرجع تاريخه الي عام 200 قبل الميلاد. أما في الهند فقد بدأت زراعة الجوت منذ آلاف السنين ولكن عملية التطوير المنظمة لهذه الصناعة بدأت في القرن السابع عشر وتم تأسيس أول مصنع للجوت عام 1855 في ريشرا على ضفاف نهر الهوغلي بالقرب من مدينة كولكاتا.
تتركز زراعته في دول قارة آسيا حيث تنتج الهند حوالي 50 % من الإنتاج العالمي، وتليها بنغلادش حيث تنتج نحو 30 % منه،ثم الصين وتايلاند وبقية دول آسيا. يبلغ الإنتاج العالمي منه نحو 3.6 مليون طن، وتستورد بريطانيا واسبانيا وساحل العاج والمانيا والبرازيل الجوت الخام من بنجلاديش،وتعد بنجلاديش اكبر دول العالم فى زراعة الجوت، حيث تنتج ما يصل الى قرابة 5.5 مليون بالة البالة الواحدة تعادل 180 كيلوجراما من الجوت كل عام. ويستخدم في صناعة المنسوجات الخشنة ويصدر منه خارج آسيا، أما فى مصرفيزرع في مواعيد زراعة القطن كمحصول صيفى.
بذرة الجوت لها شكل غريب، وتمتاز ألياف الجوت باللمعان ونعومة السطح إلا أنها تفقد لمعانها بالتخزين لأن الجون من النبانات السريعة العطب في الجو الرطب بسبب نمو البكتيريا والعفن، ويحتفظ الجوت في الأحوال العادية بمقدار 14 % من الرطوبة، ويذوب في الأحماض والقلويات ويكون أكثر ذوبانا في الأحماض.
يعد الجوت ثاني محصول في الأهمية من بين محاصيل الألياف النباتية فلا يسبقه في الأهمية غير القطن,وترجع هذه الأهمية إلى أنه أرخص الألياف نظراً لرخص تكاليف الإنتاج,ولذلك فإنه يستهلك على نطاق واسع لمميزاته الخاصة من حيث طول الألياف وقوتها وتجانسها ونعومتها.
أكياس التسوق من الجوت
نظم مكتب التوعية البيئية والصحية في بلدية دبي حملة توعوية خاصة باستخدام أكياس الجوت وذلك بالتعاون مع المؤسسة العالمية للقيم الإنسانية والتي كانت عبارة عن مشروع مجتمعي لخلق وعي وثقافة بيئية بمضار استخدام أكياس البلاستيك والأضرار البيئية الناجمة عن ذلك وتعريف المجتمع بالحلول البديلة لتلبية الاحتياجات المتعلقة بأكياس التسوق. وستقوم البلدية بالتعاون مع الجهات المتطوعة بالتنسيق مع العديد من المتاجر والجمعيات التعاونية لتوفير أكياس الجوت للراغبين في التسوق.
ويعتبر الجوت مادة هامة تدخل في صناعة أكياس التسوق وخالية من أي مواد كيميائية وتتمتع بميزة التهوية الجيدة المساعة على حفظ المواد الغذائية طازجة وسليمة علاوة على ذلك تعتبر بديلا مثاليا لأكياس البلاستيك من حيث الأثر البيئي فهي مكونة من مادة طبيعية سهلة التحلل في مواقع الطمر على عكس مادة البلاستيك المضرة للبيئة هذا بالإضافة إلى أنها تتمتع بالقابلية للاستخدام المتعدد لفترة زمنية طويلة دون تغير خصائص مادتها الوظيفية والأهم من ذلك تعتبر اقتصادية في استهلاكها إذا ما قورنت بالأكياس البلاستيكية.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 154