بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

لقاء مع حسين السدرة

لقاء مع حسين السدرة
كويتي يتجه للاستثمار في البيئة
حسين السدرة: الأكياس البلاستيكية صديقة للبيئة وتمنع "الانزلاقات" الأأرضية في المناطق السكنية
رجب أبو الدهب

حسين السدرةرجل أعمال كويتي.. اتجه للاستثمار في العمل البيئي.. لجأ إلى تصنيع الأكياس البلاستيكية صديقة البيئة.. يعرض لقراء مجلة «بيئتنا» تلك التجربة الوطنية التي باتت من أبرز التجارب الخليجية في هذا النوع من الاقتصاد «الأخضر» أو البيئي.. حسين علي عبدالعزيز السدرة.. وضع في محاور اللقاء كافة التفاصيل.. الوطنية.. والبيئية.. والصحية لهذه الصناعة البيئية.. فلنتعرف معه على تلك التفاصيل..

* انتشرت استخدام الأكياس البيئية في السنوات الأخيرة، فلماذا اتجهت لهذا النوع من الاستثمار البيئي؟

اتجهت إلى المجال البيئي من منطلق حس وطني ومنطلق استثماري اقتصادي، فمن منظور وطني كان الأساس فيه أن البلاستيك في البلاد يستخدم بكميات كبيرة، ونحو 70-75% من المستهلكين يتسوقون من الجمعيات التعاونية والبالغ عددها نحو 57 جمعية تستهلك تقريباً بمتوسط 600 طن شهريا من أكياس البلاستيك تسمى )أكياس تعبئة كاشير( والكيلو الواحد به نحو 75 كيساً والطن 75 ألف كيس، بمعنى أن 600 طن بها 45 مليون كيس شهرياً، أي أن الجمعيات التعاونية تستهلك شهرياً بمفردها 45 مليون كيس بلاستيكي، ومع إضافة مختلف الأسواق والقطاعات الأخرى يبلغ العدد 70 مليون كيس بلاستيكي شهريا.

وعندنا في الكويت ضعف في المساحات للتخلص من النفايات ونحن ندفن بعمق 8 أمتار وتلك الكمية الهائلة من الأكياس تتحلل ما بين 300-400 سنة. ومن هنا جاءت الفكرة، وهي المادة القابلة للتحلل (بايود يجريدا بول) أى (D2W) وهي المادة التي تضاف للمادة الأصلية لتصنيع أكياس البلاستيك، وهي تعمل بناءً على نسبة معينة في البلاستيك يتحدد على أساسها فترة التحلل. ومنطقيا من سنة ونصف إلى سنتين يتم التحلل في الكويت وفقاً للنسبة، وجميع ذلك تم بناء على دراسات علمية، وعند خلط تلك المادة إلى المادة الأساسية للبلاستيك يصبح لدينا منتج بنفس المواصفات التي يتمتع بها البلاستيك، سواء من خفة الوزن وقابليته لتحمل الماء والرطوبة، فضلا عن أنه لا يحتاج إلى حيز كبير عند التخزين مقارنة مع الأكياس الورقية. وهناك خاصية أخرى ذات أهمية كبيرة وهي أنها عند تحللها تصبح المادة الناتجة سماداً كيماوياً للتربة.

* ما دمت قد ذكرت أمر السماد الكيماوي، فكيف يفيد استخدام تلك الأكياس في موضوع الأراضي في الدولة؟

بعض المناطق في البلاد والتي كانت تستخدم للدفان حدث أن تحولت إلى مناطق سكنية، وهنا ظهر بعض الهبوط الأرضي (انزلاق) في بعض البيوت بسبب عدم تحلل الأكياس البلاستيكية المدفونة في أعماق نحو 8 أمتار، وبعضها كان مملوءاً بالهواء بسبب تحلل المواد داخل الأكياس، وكما أن الكيس لم يتحلل، ولكن عند استخدام الأكياس صديقة للبيئة والقابلة للتحلل تصبح سماداً كيماوياً للأرض ولا تصبح هناك فراغات هوائية في الأكياس لأنها تحللت مع التربة.

ومن هنا جاءت فكرة الاستثمار مع قطاع الجمعيات التعاونية للاستعانة بها ضمن أهداف تلك الجمعيات الرامية لخدمة المجتمع من واقع مسؤوليتها المجتمعية.

* ماذا عن أبرز الجهات التي تتعاونون معها في تسويق ذلك المنتج البيئي؟

نتعاون مع نحو 25 جمعية تعاونية في كافة أرجاء البلاد ومنها على سبيل المثال لا الحصر جمعيات مشرف والفحيحيل والفيحاء والسالمية والرميثية والفنطاس وسلوى... وغيرها. حيث إن تلك الجمعيات اقتنعت بالواجب الوطني والبيئي والصحي نحو دعم هذا النوع من الاستثمار الوطني.

وفيما يتعلق بالفائدة الصحية، لدينا شهادة من مختبر وطني كبير يثبت أن الأكياس القابلة للتحلل صحية، وكما تثبت صلاحية استخدامها لحفظ المواد الغذائية لأن البلاستيك العادي مقارنة معها عند تعرضه لأشعة الشمس أو البرودة الزائدة نتيجة التخزين يفرز مواد غير صحية مما يؤثر سلبا على المواد الغذائية ومن ثم الصحة العامة للناس لأننا نحفظ بها الخضراوات واللحوم وغيرها.

فبالإضافة إلى فوائدها الكبيرة لمساحات واسعة من الأراضي التي تستخدم كدفان، فضلا إلى أنها إذا لم تستخدم كبناء تصبح أرضاً بيئياً، بحيث أنه عند سقوط الأمطار عليها ينتشر فوقها الغطاء النباتي الأخضر اعتمادا على وجود السماد الكيماوي المدفون في التربة.

* نود إلقاء الضوء على الدول العربية التي اعتمدت تلك الأكياس البيئية، وما أبرز الصعوبات التي تواجه تلك الصناعة؟

من المحزن نجز بعض الدول الإقليمية والعربية وقد سبقتنا في إصدار تشريعات وقوانين ملزمة باستخدام أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل، ومن تلك الدول السودان واليمن والإمارات العربية المتحدة، ومن هنا أناشد الجهات المسؤولة، خاصة ونحن لدينا في الكويت هيئة بيئية متخصصة وهي الهيئة العامة للبيئة، فضلا عن منظمات مجتمع مدني بيئية ومنها الجمعية الكويتية لحماية البيئة، وأناشدها إصدار تشريعات لازمة باستخدام هذا النوع من الأكياس البلاستيكية صديقة للبيئة.

وبعد نحو خمس سنوات في هذا المجال الصناعي البيئي أستطيع أن أذكر لك بعض الصعوبات التي تواجه هذا النوع من العمل، ومنها عدم وجود ثقافة عامة لدى المستهلكين، وعدم وجود دعم من الجهات الحكومية لهذا النوع من الاستثمار البيئي أو بالأحرى المنتجات البيئية، وكما أن عدم وجود ثقافة بيئية يخلق مجتمعا غير مبال بالأضرار البيئية ومن ثم الأضرار التي تلحق بأحد المكونات الطبيعية وهي الأراضي.

وحتى الكائنات البحرية تتأثر من الأكياس البلاستيكية العادية فعندما تلتهما تلتف حول أحشائها ونفس الأمر ينطبق على الكائنات البرية عندما تتناولها، وهنا دفع بخطر تجاه تلك الثروة الإحيائية في البلاد سواء البرية أو البحرية.

وكما أن من السلبيات وجود ذلك الغش التجاري بأن يدعي البعض أنهم يروجون أكياساً بلاستيكية عادية على أنها قابلة التحلل وصديقة للبيئة، وهذا الأمر من الصعوبة بمكان اكتشافه إلا من خلال المختبرات التخصصية والشهادات المعتمدة من الجهات المعنية.

* هل استثماركم محلي فقط أم هناك تعاونات إقليمية؟

عملنا محلي فقط، ولكن هناك محاولات جادة مع رجال أعمال خليجيين من البحرين وقطر والسعودية يسعون لنقل التجربة عندهم من خلالنا، بالإضافة إلى تزويدهم بالمادة القابلة للتحلل والتي نستوردها من الولايات المتحدة الأمريكية، علما بأن نقلها يتم من خلال الجو وأحياناً عن طريق البحر، وعملية النقل غير ضارة بيئيا، بمعنى أنها آمنة بيئيا.

* بعد مرور تلك السنوات مع صناعة وترويج الأكياس البلاستيكية البيئية، هل أصبح حجم الاستهلاك مرضيا؟

قبل نحو خمس سنوات كان معدلنا من استهلاك الأكياس البلاستيكية صديقة البيئة نحو خمسين طنا شهريا من تلك الأكياس البيئية، والنسبة في تصاعد من خلال تعاون الجمعيات التعاونية لترويجها وتصنيعها وبيعها على المستهلكين. ومن أبرز الجهات في البلاد التي نقدم الدعم لهذا النوع من الاستثمار الوطني في المجال البيئي هيئة البيئة وجمعية حماية البيئة واتحاد الجمعيات التعاونية، وذلك من خلال إصدار المراسلات والدعم المعنوي.

* وماذا عن المنافسات في هذا النوع من الاقتصاد الأخضر؟

صناعتنا كويتية وطنية خالصة، والمنافسات في هذا القطاع الصناعي البيئي محدودة لعدم إقبال المستثمرين على التوجه بأموالهم نحو البيئية كقطاع صناعي واعد. وكما أود الإشارة إلى أن تلك الأكياس البلاستيكية صديقة البيئة بدرجة ما تدخل في قطاع الاقتصاد البيئي الأخضر، وهذا النوع من الاقتصاديات غير منتشر في منطقتنا العربية بشكل ملحوظ، ولكنه توجه عالمي متصاعد، حيث نشاهد في دول أوروبا وأمريكا إصدار تشريعات قانونية بيئية صارمة وملزمة باستخدام تلك الأنواع من الأكياس، لذا فهناك إقبال كبير من رجال الأعمال والمستثمرين بتلك الدول للتوجه نحو الصناعات البيئية لأنها ذات أبعاد وطنية وصحية فضلاً عن البيئية.

وهناك بعض المحاولات الخليجية، والتي بدأت وانتهت أو موجودة على استحياء، تقوم بالاستثمار في هذا القطاع، وأستطيع من هذا المنطلق التأكيد على أن صناعة الأكياس البلاستيكية صديقة البيئة والمستخدمة حاليا في أكثر من جمعية تعاونية في البلاد هي سبق كويتي وطني على مستوى دول الخليج العربي.

وأتطلع أن يأتي اليوم الذي نجد فيه عموم دولة الكويت تستخدم تلك الأكياس البيئية ليس فقط في قطاع الجمعيات التعاونية وإنما في الأسواق المركزية المختلفة والمنتشرة في البلاد، فضلا عن البقالات والمخابز والمحلات التجارية على اختلاف مجالاتها.

ماهي D2W؟

نتيجة لعدة دراسات علمية حديثة بغية إيجاد حل أكثر فعالية للتخلص من هذه المشكلة أنتجت مادة تسمى D2W وهي مادة غير مكلفة (Master Batch) يتم خلطها مع المواد الأولية (البوليميرات) خلال عملية تصنيه البلاستيك، دون أن ينجم عن هذه الإضافة أي تغير على عمليات السحب أو سرعة خط الإنتاج.

إنها ببساطة إضافة خاصية التحلل الحيوي إلى أكياس النايلون، فهي تتكون من سلاسل الكربون والهيدروجين، تتحد مع الأكسجين الموجود في الهواء بوجود الحرارة والضوء فتسبب تحلل البلاتسيك تحللاً بيولوجياً ينتج عنه الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون (بكميات صغيرة) وبكتريا دقيقة نافعة. ويوجد عدة أنواع من مادة الـD2W تصنف بحسب مدة الاستهلاك الافتراضية للكيس، وهي 1.5 سنة أو 3 سنوات.

وتتأثر مدة استهلاك الكيس بالظروف المحيطة التي يتعرض لها من حرارة وإجهاد ميكانيكي وضوء وضغط.. لضمان جودة الاستهلاك ضمن العمر المحدد للكيس يتم تنظيم وكبح التحلل عن طريق نوعين من المنظمات:

- المنظم الأول يحمي محفزات عملية التحلل الحيوي خلال عملية التصنيع.

- المنظم الثاني يضمن بأن المنتج النهائي يلائم الغرض المعد من أجله ومدة الخدمة المفترضة.

وكل 1كغ من مادة الـD2W المضافة لإنتاج البلاستيك تحفظ 0.206 طن انبعاثات الكربون، وهناك عوامل مختلفة يمكنها تسريع التحلل ما بين 60 إلى 90 يوماً، مثل أشعة الشمس والحرارة والضغط.

أكياس فس أرقام

- إجمالي استهلاك الجمعية التعاونية شهرياً 600 طن تقريباً.

- عدد الأكياس لكل كيلو واحد= 75 كيساً.

- عدد الأكياس بالطن: 75 * 1000 كيلو= 75000 كيس.

75000 كيس * 600 طن شهريا= 45.000.000 كيس شهرياً.

- إجمالي استهلاك الجمعية شهريا 45.000.000 كيس تقريبا وهذا للجمعيات فقط غير القطاع التجاري والأسواق.

- أكياس القمامة: 500.000 وحدة سكنية * أكياس قمامة شهريا= 5 ملايين كيس قمامة.

- مفارش أكل: 3 مللايين مفرش أكل على أقل شهرياً.

المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 155