الغطاء النباتي في دولة الكويت ورئات المدن
الحــــدائق
م. خلود المرزوق
تقع دولة الكويت في منطقة صحراوية ويتكون سطحها بصفة عامة من سهول رملية منبسطة تتخللها بعض التلال القليلة الإرتفاع وينحدر السطح انحدار تدريجيا من الغرب الي الشرق علي شكل تموجات خفيفة متباعدة ، و القسم الأكبر تغطية طبقة من الحصى الصلبوخ نتيجة لتأثير الرياح التي تلعب دورا رئيسيا مع عوامل التعرية الأخرى ومناخ الكويت حار صيفا ويزيد من شدة الحرارة هبوب رياح السموم من الصحراء وتنخفض الحرارة شتاء بسبب هبوب الرياح الشمالية الباردة وتتعرض الكويت الي تيارات الهواء علي مدار السنة ومن هذه التيارات ما هو شديد البرودة أو محمل بالغبار أو الرطوبة حسب اتجاهه ومواسمه
ولقد تضافرت العوامل الطبيعية و المناخية القاسية مع النشاط البشري المتمثل في التوسع في استخدامات الأراضي من قبل الأنشطة الاقتصادية المختلفة و الزحف العمراني بتدهور البيئة النباتية الطبيعية وتسبب مشاكل التصحر بأشكاله ومظاهره المختلفة وبدرجاته المتفاوتة علي طول المساحة الجغرافية للبلاد . ويعرف التصحر بأنه ظاهرة تقلص و تدهور القدرات الاحيائية ( البيولوجية و الايكولوجية ) للارض أو تدميرها كليا مما يؤدي إلي تحول منطقة ما إلي صحراء قاحلة.
مظاهر تدهور البيئة النباتية الطبيعية في الكويت
من مظاهر تدهور البيئة النباتية الطبيعية في الكويت التالي :
أ - مشكلة الزحف الرمال : من مظاهر زحف الرمال كثرة الكثبان الرملة . وبخاصة تلك المتحركة ويوجد في الكويت نوعان من الكثبان الرملية الأول من نوع الهلالي . وتقع في النطاق الداخلي من شمال شرق وشمال غرب البلاد . وبمنطقة أم النقي ، والنوع الثاني هو كثبان رملية ساحلية ، وتمتد علي طول ساحل الكويت بمساحة 250 كم بعرض 20 كم من الشمال إلي الجنوب وتتلخص التأثيرات السلبية للرمال الزاحفة بالبيئة الطبيعية بتأثيراتها علي المناطق الزراعية الجنوبية بشكل خاص وتشكيل مناطق غير ملائمة للزراعة بسبب ضعف خواص هذه الكثبان الرملية كتربة غير صالحة للزراعة
ب - يحدث انحراف التربة نتيجة تعرض مناطق الشمال وشمال غرب البلاد ( وحيث تتواجد تكوينات الدبدبة الجيولوجية الرملية ، و منطقة جال الزور الصخرية ) للرياح الشمالية الغربية السائدة و التي تثير الغبار والرمال غير المتماسكة مما ينتج عنها كشط الطبقة السطحية الضعيفة ، ونقلها إلي أماكن أخرى بحيث تترسب كميات كبيرة منها في مناطق تتوافر فيها الظروف الطبيعية المهيئة للظاهرة وهي مناطق رسوبيات الطمي و الحصى ومناطق السبخات تكون ما يسمى بمناطق المسطحات الرملية و مناطق الكثبان الرملية . ومن سلبيات مشكلة انحراف التربة تغطية معظم النباتات الطبيعية في هذه الرمال اثناء عمليات الترسيب وتاثير منطقتي الوفرة و العبدلي الزراعيتين و مناطق الرعي الطبيعي
ج - مشكلة انحراف التربة ونقلها بفعل المياه بسبب هطول الامطار الاعصارية المفاجئة و اندفاع السيول التي تعمل علي تفتيت التربة وانجرافها بشمال شمال غرب البلاد ولعمليات الانجراف هذه تاثيرات شديدة علي الناطق الزراعية
د - مشكلة التمليح تبرز هذه المشكلة نتيجة لسوء استغلال المناطق الزراعية والمياه الجوفية ومياه الصرف الصحي الزراعية واستخدام أساليب الري البدائية وتعاني مناطق الوفرة والعبدلي والصليبية الزراعية من تلك المشكلة مما يؤثر علي الإنتاج الزراعي في البيئة الطبيعية بالكويت
م - تدهور المراعي الطبيعية والغطاء النباتي يعود اختفاء الغطاء النباتي وتدهور حالة المراعي الطبيعية والتي كانت بالاساس مراعي فقيرة طبيعيا و ايكولوجيا بسبب قسوة وفقر الظروف الطبيعية والي التطور الاقتصادي والعمراني بشكل خاص
تضافر جهود الجهات المعنية في البلاد لتنمية وتطوير و المحافظة علي الغطاء النباتي استجابة للرغبة الاميرية السامية واتساقا مع اهداف الخطة القومية لتحضير وتجميل البلاد والهادفة إلي تطوير وتحسين البيئة في الكويت وايجاد الحلول للمشاكل التي ادت الي تدهور البيئة النباتية الطبيعية في الكويت فقد قامت الجهات الرسمية المعلنة في قطاع تخصيص المواقع الزراعية وقطاع الزراعات التجميلية والتخضير وقطاع تزويد المزروعات والبيئة بصفة عامة بالتضافر وبذل الجهود للوصول إلي التوسع الكبير والتطوير الملحوظ والزيادة المستمرة في المساحات التخضير كالتالي
أولا: ساهمت بلدية الكويت منذ البدايات بوضع المخططات الهيكلية للتنمية العمرانية في البلاد بما يسمى بالمخطط الهيكلي لدولة الكويت وتاكيد ضرورة استحداث الأحزمة الخضراء كمنطقة عازلة لتقليل اثار التلوث الناتج عن الأنشطة المختلفة داخل المدينة واقامت فراغات ومساحات كبيرة بين المباني والمنشات ليتم زراعتها وتكوين بيئة خضراء بغرض الترفية والترويح وتحديد المناطق الصالحة للزراعة وأقامة مناطق خاصة للترفية والترويح والمتنزهات القومية من شواطئ ومناطق للترويح كما أوصت بحجز اراضي في مناطق الصليبية و الوفرة والعبدلي وجزيرة فبلكا للاغراض الزراعية كما اوصت بحماية الأراضي الصالحة للزراعة وعدم استخدامها إلا للاغراض المرتبطة بذلك ووضع الأسس والقواعد العامة التي تؤخذ بعين الاعتبار في مراحل التخطيط الخضري للبلاد
ثانيا : بذلت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثورة السمكية الجهود في المحافظة علي القطاع الزراعي وتطويره و الاشراف علي المراعي وترشيد استغلالها وتوسيع نطاق الرقعة الزراعية في البلاد واستصلاح الأراضي وتهيئها للزراعة وتوزيعها و القيام بالدراسات والبحوث واعداد التجارب وانشاء المزارع النموذجية وتشجيع زراعة المحاصيل الملائمة ومن أهم الأنشطة التي قامت بها في مجال القطاع الخضري هو مشروع مسح وتصنيف التربة في البلاد وتنمية وتطوير الموارد الأرضية والمائية وتقديم الخدمات الإرشادية والإعلامية لخدمة المزارعين في المناطق الزراعية و الاهتمام بقطاع الزراعات التجميلية و التخضير وانجاز العديد من المشاريع في هذا المجال وبذل الجهود لاستصلاح مشاريع التخريج و المراعي المتدهورة ومشاريع إقامة المحميات الطبيعية وتطوير الغابات والتعاون مع بلدية الكويت في إزالة المخالفات والتعديات علي أملاك الدولة في المناطق الزراعية و الرعوية
ثالثا : أما وزارة الأشغال العامة فتلعب دورا مهما في توفير مصدر للمياه لاستخدامه في أغراض ري الزراعات الإنتاجية و التجميلية و التشجير حيث حرصت الوزارة علي تجميع مياه المجاري في خطوط تصرف إلي محطات الضخ حتى ايصالها للمعالجة في محطات تنقية.
المقالات البيئية
المجاري و التي تضمنت أعلي مستوى للمعالجة في التعقيم وذلك بمعالجة مياه المجاري ثلاثيا ثم التعقيم بعد ذلك بالكلور والتقيد بالمعايير والمواصفات الصحية و البيئية الملائمة و التنسيق مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة و الثورة السمكية و الشركات ذات الإنتاج الزراعي بتزويدها بالمياه الازمة لري المشاريع والمناطق الزراعية و مناطق التحريج وغيرها .
رابعا : تلعب الهيئة العامة للبيئة دورا مهما بالعناية بشؤون البيئة بوضع وتطبيق السياسة العامة لحماية البيئة ووضع الاستراتيجيات وخطة العمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة متضمنة المعايير العلمية والبيئية والصحية المناسبة لمعيشة الإنسان والتوسع الصناعي والعمراني واستغلال المصادر الطبيعية بما يكفل المحافظة علي صحة العاملين وسلامة جميع المرافق وبيئة العمل وحماية البيئة والمحافظة علي التوازن البيئي بصفة عامة والتنسيق مع الأجهزة المعينة بالدولة علي ضوء السياسات البيئية .
وفيما يتعلق بدعم الزراعة فمن أهم أهدافها تغطية الجانب المتزايد لحاجة المواطنين من المنتجات الزراعية والمحافظة علي التربة الزراعية وصيانتها من التدهور كمورد من الموارد المتجددة والعمل علي تنوع مصادر الدخل القومي وتوفير بعد إستراتيجي للأمن الغذائي وربط السياسة الزراعية بالسياسة الغذائية والمخزون الإستراتيجي للدولة كما تقوم علي ترشيد استخدام مياه الري وإتباع الأساليب التقنية المناسبة وإجراء البحوث ودراسات الجدوى علي استغلال مياه الخليج والمياه الجوفية المالحة وقليلة الملوحة لأغراض الزراعة والري مع توفير أنواع النباتات المناسبة ودعم جهود التخضير وبرامج التحريج والتشجير والتقليل من الفاقد في التربة بسبب التعرية والاهتمام بالغطاء النباتي وتنمية المراعي المروية ومنع تدهورها .
ومما سبق فإن مدينة الكويت تعتبر من المدن الحديثة إذا ما قرنت بمدن أخرى يرجع تاريخ أنشأها إلي الاف السنين وقد نشأت في ظل ظروف من المستوى العلمي والتكنولوجي المتواضع إلا أن المجتمع الكويتي القديم كان يحمل في كيانه الكثير من القيم الحضارية المستمدة من الدين الاسلامي ومن البيئة المحيطة به وفيما يتعلق بالنطاق الخضري كان الأهالي يعتمدون علي الرعي في تغذية المواشي ونادرا ما نجد الأهالي يهتمون في الزراعة لندرة المياه وسوء الأحوال المناخية وتقتصر الزراعة علي بعض القرى الزراعية مثل أبو خليفة أو الفنطاس و الجهراء وكان لظهور النفط المفاجئ أثر كبير في النمو الاقتصادي للبلاد الذي انعكس علي دخول التقنيات الحديثة في كل المجالات وتطويرها ومن ضمنها المجال الزراعي حيث اصبح بالامكان التغلب علي الظروف الطبيعية البيئية الصعبة وعلي سوء الأحوال المناخية للبلاد وتوسعة الرقعة الخضراء و الاهتمام في زراعة الحدائق جنبا إلي جنب مع الاهتمام بزراعة الخضار و الفاكهة وايجاد نوع من الاكتفاء الذات لبعض المنتجات الزراعية وكذلك تصدير جزء من الانتاج إلي خارج البلاد.
أهمية زراعة الحدائق
يقال إن الحدائق هي رئات المدن ففيها متعة البصر وجلاء البصيرة وتلطيف للمناخ وتنقية للهواء وتجديد لطاقات الإنسان علي العمل و الإنتاج وتهذيب للروح وتنمية للنوازع الخيرة فيجد فيها الأطفال لذة ومتعة ومجالا للعب البريء ويهرع إليها الكبار يتفيأون بظلالها ويرجعون عن أنفسهم عناء أعمالهم وتركن إليها الأسرة لتقضي وقاتا طيبة لذا فقد سارعت الحكومة في كثير من البلدان إلي أنشاء الحدائق الخاصة في النازل أصبح عاملا أساسيا من عوامل تخطيطها يحسب حسابه كل منظم للمدن وفي الكويت يهتم المخطط إلي أن تحقق هذه الحدائق أغراضها من تجميل للمكان و توفير للظل و التمشي مع أهداف التربية.
الاعتبارات الواجب اتخاذها عند زراعة الحدائق
عند مباشرة عمل حديقة أو متنزه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الأغراض التي تعمل من أجلها و يجب تجنب التقليد لأنه يأتي بما يحقق الهدف و أن يكون المتنزه أو الحديقة قطعة من حياة المنطقة بحل مشاكلها و يوفر لها أكبر قسط من الراحة و الجمال و المتعة و أن تدرس طبيعة المنطقة كوفرة المياه و الشمس و الضوء لتحديد اتجاه المظلات و توفير الظل و الرياح وسرعتها للتحكم في زراعة المصدات كما تدرس الأشجار و الشجيرات و الأزهار التي يمكن نجاحها في تلك المنطقة كما يجب أن تولي طبيعة السكان عناية فائقة من التخطيط للحدائق العامة أو الخاصة فيعالج علي ضوء ذلك توفير الحواجز النباتية العالية أو المنخفضة وتوزيع الظل و المقاعد و مساحة المروج وأشكال النافورات وأحجامها كما يجب توزيع أحواض لزهور و اختيار ألوانها فوجود ألوان متباينة بكميات ومساحات واسعة يبرز الأزهار بشكل واضح ويعطي للحديقة منظرا خلابا ويجب أن تكون الممرات متناسبة وموزعة جيدا بحيث يسهل الوصول لمرافق امنزل أو الحديقة.
العوامل الأساسية في إنشاء الحدائق
يمكن تقسيم هذه العوامل إلي قسمين رئيسين وهما :
1- عوامل طبيعية مثل نوع التربة وتأثيرها الكيميائي ودرجة الحرارة و الرطوبة وقوة الرياح وموقع المكان المراد تنسيقه وما يشرف عليه من مناظر وارتفاعه وانخفاضه عن سطح البحر وتوفر مصدر المياه المستخدمة للري .
2- عوامل غير طبيعية مثل الغرض الذي تنشأ الحديقة من أجله وكذلك التقاليد و العادات و المستوى الثقافي لرواد الحديقة و ذوقهم العام بالإضافة إلي توفر المخصصات المالية و موقع المباني بالنسبة للحديقة وطراز هذه المباني المتصلة بالحديقة .
وفيما يتعلق بالعوامل الطبيعية فعلي القائمين علي إنشاء الحدائق الاستفادة من تلك العوامل إذا كانت غير ملائمة و الإقلال من حدتها بالتصميم المناسب واختيار النباتات الملائمة بالنسبة للبيئة المحيطة بها ولتلك الظروف و العوامل البيئية.
التربة
أما بالنسبة للتربة كعامل طبيعي في الكويت فهناك عدة دراسات استكشافية لها وجد أن هناك حوالي مليوني دونم صالحة مبدئيا للزراعة و التي يجب علاجها :
1- تربة الكويت بصورة عامة رملية لا تزيد فيها كمية الطين عن 7% وهي فقيرة جدا بالمواد العضوية و تعالج هذه الصعوبة بإضافة السماد الطبيعي و الكيماوي للتربة
2- أحيانا يوجد تحت التربة السطحية طبقة جيرية تسمى محليا ( الجاتش ) وتقع هذه الطبقة علي أعماق متفاوتة وهي لتماسكها تمنع تصريف الماء وكذلك نفاذ الجذور وإن كانت هذه الطبقة سطحية و لا يوجد طبقة من التربة فوقها فتعتبر الأرض بهذه الحالة غير صالحة للزراعة وأما إن كانت هذه الطبقة أكثر عمقا وفوقها تربة زراعية كافية لإنماء النباتات فعلاج هذه التربة هو اقامة مشاريع الصرف عليها .
3- وفي بعض المناطق و خصوصا القريبة جدا من الساحل تكون التربة محتوية علي نسبة عالية من الأملاح الأمر الذي يحتم تبديل التربة في مثل هذه الأحوال .
الماء
تعتبر ندرة الماء في الكويت عقبة رئيسية أمام تقدم الزراعة وتطويرها و للماء في الكويت مصادر محدودة ممثلة في مياه المطر وهو مصدر ثانوي و المياه العذبة المقطرة من البحر وهي في الغالب مخصصة للشرب وللاستعمال المنزلي ويستعملها بعض المواطنين في ري حدائقهم المنزلية وتعتبر هي الأفضل بالنسبة للزراعة المياه الصليبية وتعتبر المصدر الرئيسي للري وتحتوي علي نسبة عالية جدا من الأملاح و مع ذلك يمكن استعمالها للزراعة بنجاح إلي حد ما بشرط الالتزام بالتالي :
1- عمل نظام صرف في الأراضي التي تحتاج للصرف وذلك لمنع تجميع هذه المياه في التربة وارتفاع منسوبها بشكل تختنق معه الجذور النباتات .
2- غسل التربة بالمياه الحلوة بعد عدة ريات بالمياه الصليبية وذلك لتقليل الملوحة المتراكمة في التربة .
بالإضافة إلي ما سبق فإن المياه المعالجة الثلاثية من محطات تنقية مياه المجاري تستخدم لري المناطق الزراعية ومناطق التحريج والحدائق العامة وتعتبر مصدر رئيسيا جاري العمل علي تطوير وإعداد الدراسات للاستفادة من تجارب الدول الرائدة في مجال الاستفادة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي بعد تخليطها من كافة الماد الضارة والجراثيم المحتملة و رسم استراتيجية للاستفادة من هذه المياه لتكوين مصدرا مهما لري المحاصيل الغذائية.
كميات المياه المستعملة لري الحدائق
نظرا لندرة المياه في الكويت و استخدام المياه بأساليب خاطئة يعود بالضرر علي النبات وعلي زيادة منسوب المياه السطحية يعود إلي ضرورة مراعاة كميات المياه المستعملة لري الحدائق حيث يتوقف مقدار المياه التي يحتاج إليها النبات علي عدة عوامل مختلفة أهمها نوع النبات وانتشار المجموع الجذري ودرجة الرطوبة و الحرارة الجوية ومساحة الأوراق ونوع التربة ولهذا فيجب أن يصل ماء الري للمجموع الجذري إذ إن بعض النباتات كالأصيل الزهرية وبعض الحشائش يكون مجموعها الجذري علي عمق قدم واحد والزهور الحولية والمستديمة يكون مجموعها الجذري علي عمق قدمين وتصل جذور الأشجار إلي 5 أو 10 أقدام لذلك يجب إعطاء الماء الكافي لغمر المجموعة لكل نوع حسب تعمقه .
كما أن نوع التربة له تأثير مهم في تحديد كمية مياه الري وذلك راجع إلي قوة احتفاظ التربة بالماء بالنسبة لاختلاف حجم حبيباتها فكلما صغر حجم الحبيبات زاد عددها وزادت مساحة بسطها مما يتبعه زيادة كمية المياه اللازمة لتغليف سطح هذه الحبيبات فالاراضي الطينية الثقيلة تحتاج إليها الأراضي الرملية هذا بالنسبة لكميات المياه التي تتطلبها التربة لري النباتات ولكن هناك عوامل أخري قد تؤدي إلي عكس هذه النتائج ومنها سرعة تصريف المياه في الأراضي الرملية .
لذا فإن الطريقة المثلي للري هي اعطاء الكمية الازمة لتغلغل المياه إلي المجموع الجذري أن تكون علي فترات متباعدة ما أمكن وهذه الفترات تتوقف علي نوع التربة و الجو ونوع النبات وهذا يتطلب المران و الخبرة منم المزارع ويمكن معرفة حاجة التربة للري بغرس عصا مدببة الطرف في التربة فإذا لوحظ صعوبة نفاذها إلي مسافة 4.3 أنش دل ذلك علي احتياج التربة للري .
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 18