أدوية ناجحة من الأسماك الغضروفية

سمك القرش علاج للسرطان والتهاب المفاصل

هنادي العوضي

يعتبر سمك القرش من اقدم الاسماك التي عاشت علي كوكب الارض فهي تجوب بحار العالم منذ اكثر من 300 مليون سنة ويعد سمك القرش من اشد الحيوانات البحرية خطورة وافتراسا وهي سمكة شرسة مخيفة دائمة الحركة لا تنام علي الإطلاق وهناك تقريبا 354 نوعا من اسماك القرش وهي مختلفة في الطول إذ يتراوح طولها بين 15 مترا ومن هذا الهدد هناك 35 نوعا منها هاجم الإنسان مرة واحدة علي الاقل وحوالي 12 نوعا يهاجم الغنسان بشكل شبه دائم.

اختلافات

وتختلف اسماك القرش عن غيرها من الاسماك في أن هيكلها العظمي لا يتكون من العظم كيفية الاسماك بل من مادة غضروفية تتميز بالمرونة والمتانة في الوقت نفسه ويماثل القرش في ذلك كلا من سمك الراي والسفن وكذلك اسماك الاعماق المعروفة بالكميرا أو فار البحر وتتدرج هذه الاسماك ضمن المجموعة الرئيسية المسماة الغضروفيات او الاسماك الغضروفية.

نظام المناعة

وقد اكتشف العلماء اخيرا أن سمك القرش يتمتع بصحة عالية علي الدوام فحتي عند اصابته بجروح خطيرة قد تؤدي إلي هلاك الانواع الاخري من الاسماك او الحيوانات نجد ان سمك القرش تتشافي جروحه بسرعة مدهشة كما أن سمك القرش من بين الحيوانات القليلة التي تعيش في البحر ولا تصاب بمرض السرطان فما هو السبب وراء كل ذلك.

في الواقع أن السبب هو نظام المناعة الذي يتمتع به سمك القرش فقد توصل اعلماء إلي ان دم القرش يحتوي علي اجسام مضادة يمكنها ان تقاوم انواعا كثيرة من البكتيريا والفيروسات.

إلا أن جهاز المناعة هذا لا يعتبر هو الجزء الوحيد الذي يقوم السرطان إذ أن التركيبة المقاومة للسرطان في سمك القرش تتمثل في هيكله العظمي الفريد الذي يتألف من الغضاريف كما ذكرنا في البداية وقد اكتشف العلماء بعد اجراء دراسات مكثفة علي حيوانات التجارب فيث احد مستشفيات بوسطن بالولايات المتحدة الامريكية ان محتويات غضروف سمك القرش تعمل علي وقف الاوعية الدموية التي تغذي الاورام الخبيثة ليس هذا فحسب إذ أن محتويات هذه الغضاريف يمكنها أن تساعد علي شفاء مرضي السرطان من البشر.

فغضروف القرش عبارة عن مركب بوليسكاريد (بروتين / سكر) ويحتوي علي مادة البروتين والكولاجين المبدل ومواد غير بروتيينية وغليكولين وتشوندروتين أ، ب ، ج، وبالنسبة إلي غير الكيميائيين فإن هذه المواد الكيميائية تبدو معقدة ومجهولة تماما إلا أن هذه المواد تقوم بدور رئيسي من حيث بدء الاستجابة للشفاء إلي حماية الجسم من الامراض وقد تم اثبات أن غضروف سمك القرش يمكنه أثارة عملية شفاء الجروح التي يمنع الكورتيزون شفاءها وفي مقال طبي نشر في أحدي الصحف تحت عنوان سرعة شفاء الجروح باستخدام غضروف سمك القرش تم اثبات انه لم تثبت مادة اخري قدرتها علي الاستجابة للشفاء تحت ظروف غذائية معينة اكثر من غضروف القرش.

كما ذكر في احدي الدراسات التي جاءت تحت عنوان تسريع الشفاء بواسطة الغضروف والتي نشرت في مجلة الرابطة الطبية الامريكية عدد مايو 1965 بانه وعند مقارنة الجروح المعالجة بالغضاريف بالجروح الضابطة الاخري فان النسبة المئوية للزيادة في قوة العلاج كانت 42% لصالح الجوح المعالجة بالغضاريف مما يعني احداث فرق كبير في العلاج.

دواء ناجح

كما ان هناك امراض اخري قد تمت معالجتها بواسطة الحقن او الجرعات بالفم من خلاصة الغضروف والتي منها:

1- التهاب المفاصل الروماتيزمي وهو مزيج من الالتهاب ونظام المناعة الذي له القدرة علي مهاجمة نفسه ويتنتج عنه الم وتلف المفاصل وفقام الحركة.

2- الفصال العطمي وقد تم ارجاء تجارب علي ما يزيد علي 700 حالة من الفصال العظمي التي تم اعطاؤها جرعات بواسطة الحقن او الفم لخلاصة الغضروف وكانت النتائج متميزة بشكل واضح وأظهرت انخفاضا كبيرا في الالم والاعاقة.

ومن المهم ا، نذكر بان الحالات التي تم علاجها كانت حالات متقدمة من المرض حاول الاطباء معالجتها باعطاء المريض ادوية قوية مضادة للالتهاب ولكن دون نجاح وفي ضوء هذا الدليل لا يوجد هناك علاج محلول الغضروف الذي يتميز بعدم وجود أي أثار جانبية له.

هذا ومن ضمن الحالات التي تمت دراستها كانت لامراة اصيبت بسرطان الثدي وعولجت بالاشعاع والجراحة والعلاج الكيميائي ثم بالهرمونات وقد فشلت جميع تلك المحاولات العلاجية واخيرا تم اللجوء إلي حقن غضروف القرش وكانت النتيجة مذهلة فقد شفيت القروح السرطانية بشكل كبير كما ان تشريح العينات اثبت انها خالية من الخلايا السرطانية بعد 6 سنوات من انتهاء علاجها.

وآخر بحث طبي تم في هذا المجال هو ما عرض في منتصف شهر فبراير 1993م في التلفزيون الكوبي عندما تم عرض برنامج مدته 60 دقيقة عن الدراسات المثيرة التي اجريت علي غضروف سمك القرش وقد شملت الدراسة الكوبية تجارب علاجية علي مجموعة من مرضي السرطان الذين وصلوا إلي مراحل سيئة من المرض إلا أنهم شفوا تماما من المرض وكان السبب هو ذلك الدواء الناجح غضروف سمك القرش.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 39