بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الشجر الأخضر

الشجر الأخضر

الشجر الأخضر أصل الوقود 

ابراهيم النعمة

الكيميائيون أن مصادر الوقود أصلها تلك النقطة الخضراء الموجودة في النباتات، فالنقاط الخضراء تلك تخزن من وقود الشمس في أجزاء النبات وتحوله إلى مواد نباتية يسهل أكلها وحرقها. كما اكتشف العلماء في طبقات الأرض أن أصل البترول وجميع مشتقاته (بنزين، كيروسين..) وغيرها جميعها مواد متحولة من نبات مطمور بالتراب والصخور أو حيوانات تغذت على نباتات وأخذت من النبات الوقود، وبذلك نعرف أن جميع أنواع الوقود المستخدمة أصلها من الشجر الأخضر.

ويبقى المصدر الرئيسي للطاقة المختزنة في أوراق وأنسجة وثمار الشجر الأخضر وزيوته ودهونه‏‏ والتي قد تتحول عند الجفاف إلى القش‏ أو الحطب‏‏ أو الخشب الذي قد يتفحم بمعزل عن الهواء إلى أي من الفحم النباتي أو الحجري أو إلى غاز الفحم‏‏ وإذا أكلته الحيوانات تحولت فضلاتها إلى مصادر للوقود‏ وإذا تحللت أجسادها بمعزل عن الهواء أعطت كلاً من النفط والغاز الطبيعي‏.

فسبحان الله إنها حقائق علمية فائقة العجب ويقرر القرآن هذه الحقائق قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان. {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ} (يس‏:80).

ذكر ابن كثير‏ ـ يرحمه الله‏ ـ‏ ما نصه:...‏ أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء‏,‏ حتى صار خضراً نضراً ذا ثمر وينع‏,‏ ثم أعاده إلى أن صار حطباً يابساً توقد به النار‏,‏ كذلك هو فعَّال لما يشاء‏,‏ قادر على مايريد‏,‏ لا يمنعه شيء‏.‏ قال قتادة‏ :‏ يقول‏:‏ هذا الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه، وقيل‏:‏ المراد بذلك شجر المرخ والعفار، ينبت في أرض الحجاز، فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد‏,‏ فيأخذ منه عودين أخضرين‏,‏ ويقدح أحدهما بالآخر‏,‏ فتتولد النار بينهما كالزناد سواء‏.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 102