بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الحيوانات في القرآن

الحيوانات في القرآن الكريم 

ابراهيم النعمة

الضفادع 

قال تعالى :{فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين } – الأعراف 133،  وذكرت الضفادع هنا آية مفصلة لأنها كانت جنود الله أرسلها على فرعون وقومه فكانت تتواجد في طعامهم وحتى في أفواههم حتى رفعها الله عنهم بسؤال من نبيهم موسى عليه السلام. والضفدع حيوان برمائي له جلد أملس زلق اخضر اللون أو بني وكثيرا مايكون أبقع للتمويه وفمها واسع وعيناها كبيرتان والرجلان الخلفيتان اكبر من الأمامية وذلك يساعدها على السباحة والغوص بخفة في الماء والقفز برشاقة. 

هدهد سليمان 

كانت معجز سيدنا سليمان عليه السلام ان سخر له الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ولاقبله وهو طاعة وتسخير ممالك الجن والحيوان والطيور لاوامره وارتبطت معجزته بهذا الملك وهي قدرته على فهم لغة الحيوانات.وفي ذات يوم جلس سيدنا سليمان على عرشه ونادى الممالك المسخرة له ليتفقد احوالها ويعرف أخبارها فنادى مملكة الجن فحضر كل أعضاءها ثم نادى ممالك الحيوانات فحضروا جميعا ووصل إلى مملكة الطيور فناداها فحضرت جميعها ماعدا هدهد فكرر سليمان عليه السلام نداءه فلم يحضر فاقسم سليمان على معاقبة الهدهد المتخلف عن الحضور ان لم يكن لديه خبر او عذر مقبول وحضر الهدهد واعتذر لسليمان على تأخره واخبره عن سبب تأخره وانه تجول حتى وصل الى بلاد اليمن فوجد فيها مملكة وقوم تحكمهم امراة تدعى سبأ وانهم جميعا يعبدون الشمس فكتب سيدنا سليمان رسالة يدعوهم فيها الى الإسلام وعبادة الله وحده لاشريك له وسلمها للهدهد كي يوصلها الى مملكة سبا وملكتها ففعل الهدهد وتلقت الملكة سبا الرسالة وقرأتها على قومها واجتمعت بهم واخبرتهم عن فحواها وكانت سبأ إمراة حكيمة ترفض الحروب والعراك وتعرف ان ضحاياها ومضارها تتجاوز فوائدها فاتفقت على اهدء سليمان هدايا قيمة لكسب وده وثنيه عن الحرب واجبارهم على عبادة الله وحدة لاشريك له لكن سليمان عليه السلام لم يقبل وامر ممالك الجن ان يحضروا له عرش سبا وكان ذلك وجاءت الملكة سبا الى سليمان عليه السلام فعندما دعاها جعلها تدخل الى مكان عرشها بعد ان غير شكله فلم تعرف انه عرشها لكن سليمان عليه السلام اخبرها انه بفضل قدرة الله ومعجزاته التي وهبها اياه استطاع ان يحضر عرشها فآمنت سبا وصدقت سليمان وآمن قومها من بعدها. 

ناقة صالح 

اما كيف جعل الله ناقة صالح حجة لقوم ثمود انهم اجتمعوا يوما في ناديهم فجاءهم رسول الله صالح ودعاهم الى الله وحذرهم وذكرهم بالأقوام التي اهلكها الله بطغيانها مثل قوم عاد الذين سبقوهم وامرهم بعبادة الله وحده لاشريك له ولكنهك ردوا عليه وقالوا له : ان انت اخرجت لنا من هذه الصخرة، واشاروا الى صخرة بالقرب من مكان جلوسهم ناقة من صفاتها كيت وكيت وذكروا اوصافا سموها ونعتوها وان تكون عشراء طويلة من صفتها كذا وكذا فقال لهم النبي صالح عليه السلام ارايتم ان اجبتكم فيما سالتم على الوجه الذي طلبتم اتؤمنون بما جاتكم به وتصدقوني فيما ارسلت به قالوا نعم فاخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك ثم قام الى مصلاه وصلى لله عز وجل ماقدر له ودعا ربه عز وجل ان يجيبهم بما طلبوا فامر الله عز وجل تلك الصخرة ان تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه المطلوب الذي طلبوا او على الصفة التي نعتوها فلما عاينوها راوا امرا عظيما ومنظرا هائلا وقدرة باهرة ودليلا قاطع فآمن كثير منهم واستمر اكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم واتفق على ان تبقى ناقة صالح بينهم ترعى حيث شاءت ارضهم وترد الماء يوما بعد يوم بفضل لبنها الذي كان يكفيهم ويفيض فلما طال عليهم هذا الحال اجتمع امر الكفار منهم واتفق رايهم على عقر ناقة صالح ليستريحوا منها ويتوفر ماؤهم التي كانت تشربه الناقة كله في يوم وقتلوها وعندما علم صالح عليه السلام امهلهم ثلاثة ايام ليلاقوا عذاب الله بعد ان هددوه هو ايضا بالقتل فجاء اليوم الاول فتحولت وجوههم الى اللون الاصفر ثم اليوم الثاني فتحولت وجوههم الى اللون الاحمر وفي اليوم الثالث اسودت وجوههم وهم في كل يوم يمر يترقبون الموت والعذاب وبعد انقضاء اليوم الثالث اشرقت شمس اليوم الرابع فجاءتهم صيحة من السماء من فوقهم ورجفة من تحتهم ففاضت الارواح وزهقت النفوس وسكنت الحركات وخشعت الاصوات وحقت الحقائق فاصبحوا في دارهم جاثمين جثث لا ارواح فيها ولاحراك بها. وقد كانت قبيلة ثمود من اشهر القبائل ويقال لهم ثمود نسبة الى جدهم ثمود أخي جديس وهما ابنا عاثر بن ارم بن سام بن نوح وكانوا عربا من العربة يسكنون الحجر بين الحجاز وتبوك وكانوا بعد قوم بعد عاد الذين أهلكهم الله لعبادتهم الاصنام وشابه قوم ثمود عادا في عبادة الاصنام فبعث الله فيهم رجلا هو عبد الله ورسوله يدعى صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود فدعاهم الى عبادة الله وحدة لاشريك له وان يخلعوا الاصنان والانداد ولايشركون به شيئا فآمنت به طائفة منهم وكفر جمهورهم ونالوا منه بالقول والفعل وهموا بقتله بعد ان قتلوا ناقته التي جعلها الله الحجة عليهم فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر.ورد ذكر قصة ناقة صالح في مواضع عدة في سور الأعراف وهود والحجر والنمل والسجدة والإسراء والقمر والفرقان، والقصة انه في سنة 9 من الهجرة كان الجيش الاسلامي بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يواصل زحفه باتجاه منطقة تبوك لمواجهة حشود الرومان العسكرية في شمال شبه الجزيرة العربية، وكانت الرحلة شاقة جدا وكان جنود الاسلام يشعرون بالتعب والظمأ ومن اجل ذلك امرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالتوقف في وادي القرى قريبا من منطقة تبوك حيث عسكر المسلمون قرب الجبال، وكانت هناك منطقة أثرية وخرائب وآبار للمياه فتساءل البعض عن هذه الآثار فقيل انها تعود الى قبيلة ثمود التي كانت تقطن هذا المكان، ونهى رسول الله المسلمين عن شرب مياه تلك الآبار ودلهم على عين قرب الجبال وقال لهم انها العين التي كانت ناقة صالح تشرب منها، وحذر سيدنا محمد جنود المسلمين من الدخول لتلك الآثار الا للاعتبار من مصير تلك القبيلة التي حلت بها اللعنة فأصبحت أثرا بعد عين.

الخنزير والحكمة من تحريم لحمه 

من الثابت في الأثر أن الخنزير من المسخ ومن المحرم أكله سواء كان مربى في المزارع أو بري وذكر ذلك في قوله تعالى بسورة المائدة : {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنة الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان الخنزير موجودا قبل حدوث المسخ لطائفة بني اسرائيل فقال صلى الله عليه وسلم : (ان الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك) وقد حرم الله علينا لحم الخنزير والعلة من تحريمه كثيرة الأسباب واهمها انه أي الخنزير اكبر مستودع للطفيلليات والجراثيم الضارة حيث ينقل للإنسان 30 مرض طفيلي أخطرها الدودة الشعرية و34 مرض فيروسي وأشهرها انفلونزا الخنازير و15 مرض بكتيري وأخطرها مرض الحمرة و3 امراض فطرية و10 أمراض غذائية أشهرها السمنة وارتفاع الكوليسترول حيث يحتوى كل     2 كيلوغرام من لحم الخنزير على كيلو دهن بينما لحم الضان يمثل الدهن فيه مانسبته %17 والبقر مانسبته %5 ومن الأسباب الأخرى لتحريم لحم الخنزير احتواء دهنه الذي لايمكن فصله عن لحمه على نسبة عالية من الكبريت واحتواء لحمه على نسب عالية من حامض البوليك وكل ذلك مؤذي ومسرطن كذلك ثبت انه اذا أكل دهنه فانه يتكسر ويتركب بنفس الصورة الخنزيرية فتظل لبنة خنزيرية في شحم الانسان وآكله يتطبع بسلوك وطبائع الخنزير الغير سوية كدياثته (عدم غيرته على اناثه) وكذلك طبيعة اكل الخنزير القذرة فهو يأكل الاوساخ ولاياكل طيبا ويعتبر ثنائي الاكل أي ياكل اللحم والنبات واي شيء. 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 100