الارتشاح البلوري : مادة الاسبستوس تصيب العمال بجلطات الرئة
أمل جاسم
هو عبارة عن تجمع سوائل زائد في المساحة بين طبقات الغشاء البلوري المغطي للرئتين، حيث أن الغشاء البلوري يتكون من طبقتين. هذه الكميات الزائدة من السوائل يمكن لها أن تعيق التنفس عن طريق الحد من توسع الرئتين أثناء الشهيق.
أسباب الارتشاح البلوري
عند الإصابة بالارتشاح البلوري أو الانسكاب البلوري، تكون الإصابة بالسل الرئوي السبب الأول أو الرئيسي ثم تأتي الأسباب التالية:
* أمراض الغشاء البلوري نفسه.
* أمراض بالرئة مثل الالتهابات الرئوية.
* أمراض بالقلب: مثل، الفشل القلبي والتهابات القلب الناتجة عن ضيق غشاء التامور.
* أمراض في القفص الصدري.
* أمراض عامة بالجسم، مثل، أمراض الكلى، الفشل الكبدي، نقص البروتينات بالجسم، الحساسية، متلازمة ميج )ورم ليفي بالمبيض(، الاستسقاء، والماء على الرئة اليمنى.
* كسر بأحد الضلوع أو تدهور في الارتشاح نفسه بسبب محاولة فاشلة للبزل.
* الأورام السرطانية، حيث يلاحظ الأطباء سرعة إعادة تكون السائل بعد سحبه، وقد تكون هذه الأورام أصلية، أي ناشئة بداية من الغشاء البلوري أو انتقلت إلى الغشاء البلوري من الرئة في حالة وجود سرطان بالرئة أو من أماكن بعيدة أخرى في الجسم من خلال الدم.
* مرض الهيموفيليا.
* جلطة في الرئة.
تتعدد حالات الاصابة بمرض الارتشاح البلوري بين سكان المناطق التي تحظى بنسبة تلوث عالية، مثل التلوث بمادة الاسبستوس التي تستخدم في الصناعات وتنتج عنها أبخرة أو أتربة ضارة بالعاملين أو السكان المحيطين بها.
أنواع السوائل
يمكن لأربعة أنواع من السوائل أن تتراكم في التجويف البلوري:
* السائل المصلي أو المائي (ارتشاح مائي بالصدر).
* الدم (ارتشاح دموي بالصدر).
* الكيلوس، وهو سائل يتكون من السائل الليمفاوي وبعض الدهون.
* صديد أو ارتشاح صديدي، وهو ينشأ في حالة اهمال الارتشاح البلوري.
الأعراض
تتمثل أعراض الارتشاح البلوري في ضيق التنفس، وأحيانا الشعور بآلام القفص الصدري في أحد جانبي الصدر، وهذه الآلام تزيد مع التنفس، وقد تختفي هذه الآلام بعد فترة فيظن المريض أنه قد شفي، ولكن الواقع يؤكد أن مجرد إختفاء الآلام لا يعني الشفاء من المرض، بل على العكس فهو يشير إلى أن السائل قد تجمع في الغشاء البلوري بكمية كبيرة مما يزيد من صعوبة الأمر، حيث أن أعراض المرض تزداد أو تقل بحسب السبب الذي نتج عنه هذا التجمع للسائل.
في حالة إهمال الانسكاب البلوري الدموي ينشأ السائل القيحي أو الصديد.
التشخيص
يتم تشخيص الارتشاح البلوري على أساس التاريخ الطبي والفحص البدني، ويتم تأكيد التشخيص بواسطة الأشعة السينية على الصدر. بمجرد أن يبلغ حجم السوائل المتراكمة أكثر من 500 ملليلتر، عادة ما تكون هناك أعراض سريرية عند الكشف على المريض، مثل انخفاض حركة الصدر على الجانب المتضرر، انكتام الصوت عند القرع على الجانب المتضرر، انخفاض أصوات التنفس على الجانب المتضرر، وانخفاض الرنين الصوتي والحفيف )رغم أن تلك علامة غير متسقة وغير موثوق بها(، وفرك الاحتكاك البلوري. في الجزء الموجود فوق الارتشاح حيث تكون الرئة مضغوطة، قد يكون هناك تنفس من الشعب الهوائية وصوت ثغاء. في حالة وجود ارتشاح كبير، قد تنحرف القصبة الهوائية بعيدا عن الارتشاح.
العلاج
قد يكون البزل العلاجي كافيا في بعض الحالات، بينما قد تتطلب حالات الارتشاح الاكبر استخدام أنبوبة صدرية. عند استخدام هذه الأنابيب الصدرية من المهم جدا التأكد من عدم انسدادها أو انثنائها على نفسها. انسداد الأنبوبة الصدرية مع وجود إنتاج مستمر للسائل البلوري قد يسبب وجود ارتشاح متبقي بالصدر بعد إزالة الأنبوبة الصدرية. يمكن أن يسبب هذا السائل بعض المضاعفات مثل نقص الأكسجين بسبب انهيار الرئة من السوائل أو تليف بالصدر بعد وقت متأخر، عندما يبدأ التجويف البلوري في تكوين ندبة. في حالات الارتشاح المتكررة يتطلب الأمر إجراء ما يسمى باللصق البلوري إما كيميائيا وذلك باستخدام التلك، البليومايسين، التتراسيكلين/ الدوكسيسيكلين، أو جراحيا حيث يتم لصق طبقتي الغشاء البلوري مع بعضهما بحيث لا يمكن للسوائل أن تتراكم بينهما.
تفشل عملية اللصق البلوري في ما يصل إلى 30% من الحالات. البديل هو وضع قسطرة صرف، وهي عبارة عن أنبوب صدر ذي سمك مع صمام أحادي الاتجاه.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 140