بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الاحتباس الحراري

تأثيرات خطيرة للاحتباس الحراري على التغير البيئي

د. راشد الرشود

توضح الدراسات الدولية ظهور نمط واضح من التغيير البيئي الذي أحدثه الاحتباس الحراري، ويمكن مشاهدة هذا التغيير ابتداء من الأراضي القطبية وانتهاء بالمحيطات الاستوائية.

وتنتقل الفراشات والطيور والفصائل المتنقلة الأخرى إلى مناطق معيشة جديدة من أجل الحفاظ على حياتها. أما الكائنات الحية الأخرى التي لا تستطيع الانتقال كالمرجان فتبقى لكي تعاني، يقول جيان ريتو والتر من معهد الدراسات الجغرافية النباتية بجامعة هانوفر الألمانية الذي قاد فريق الدراسة: "إن نتائج مثل هذه الاستجابات المثابرة، واسعة النطاق، لمتوسط منخفض نسبياً، لمعدلات التغير في المناخ تعتبر هائلة، والاحتباس الحراري المتوقع للعقود يثير المزيد من القلق".

وتثبت الفراشات التي يمكنها أن تقطع مسافات هائلة أنها من بين المؤشرات الأكثر حساسية للاحتباس الحراري، ففي أمريكا الشمالية وأوروبا قامت الفراشات بتغيير نطاق تنقلها باتجاه الشمال بمقدار 200 كيلو متر، أما النباتات فتأتي بمرتبة متأخرة والحيوانات الكبيرة عادة ما تكون مطوقة بالمدن والطرق السريعة.

ومن النتائج الأخرى الواضحة للاحتباس الحراري الحلول المبكر لفصل الربيع، والذي يعتبر ظاهرة عالمية، فالنباتات تزهر والبيوض تفقس والضفادع تضع بيضها قبل الموعد المألوف، وفي بريطانيا تظهر فراشات الربيع قبل ستة أيام في المتوسط من موعد ظهورها منذ عقدين من الزمان.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة سيتسبب في فقدان الدول الفقيرة لربع إنتاجها من المواد الغذائية. ومن تصاريف القدر أن الدول التي ستكون أكثر تضرراً من ارتفاع درجات حرارة الجو هي الدول الأربعين الأكثر فقراً في العالم، والتي يبلغ مجموع عدد سكانها زهاء ملياري نسمة.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 45