الطب الشعبي .. علاج بين الحقيقة والوهم
ابتسام العبيد
طب العطارين البيئي غنى له المطربون في قصائدهم "الطب الشعبي" فهو أصل الطب قبل أن يظهر كعلم وهو طقس عند كثير من الشعوب التي تعمل بالسحر والكهانة.
فهو معتقدات وسلوك الناس نحو المرض والأفكار السائدة حول مسبباته وردود الأفعال التي تبدو في سلوكهم وتصرفاتهم لاستخدامه، وذلك خارج نطاق الطب الحديث وهو بذلك يمثل جزءاً من نسيج الثقافة الشعبية الذي تختلط فيه الخبرة والتجربة الجمعية المتراكمة، كما تخلط فيه الاعتقادات بما قد يشوبها من شوائب وهو بذلك نسق طبي متكامل يشمل المعتقدات والممارسات، وعليه فإننا نعرض لكم اليوم بعضاً من الحقائق حول طب العطارين الذي لاحظنا أن الاهتمام به يعد جزءاً من الاهتمام بالثقافة العربية، فقبل أن يعرف الناس شيئاً اسمه الطب الحديث كان الطب الشعبي هو الموجود فقط، ولما دخل الطب الغربي المسمى بالحديث كل المجتمعات بطريقة أو بأخرى بدأ الطب الشعبي يتراجع في مناطق كثيرة حتى وصل إلى مرحلة تجاهله تماماً. عرف الطب الشعبي بتلك التسمية؛ لأنه من تجربة الشعوب فيما يتداولونه بينهم فتتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، ويستند هذا النوع على ما تخرج الأرض بإذن ربها من أعشاب، وهذا يعتبر المصدر الأساسي والشائع للعلاج في الطب، وقد برع المسلمون في هذا المجال وألفوا الكتب والمجلدات فحفظوا لنا هذا التراث القيم، وكان من بين هؤلاء "ابن سينا" و "ابن البيطار" وغيرهما من الأطباء العرب وبعد مرور السنين وتطور الطب الحديث اتضح أن في استخدام الكثير من العقاقير والكيميائيات آثاراً جانبية كثيرة والبعض منها مجرد مسكنات؛ لذا نجد أن كثيراً من دول العالم المتقدم منها في مجال الطب الحديث، وتلك التي لم تقطع شوطاً كبيراً في مجال الطب قد عادوا إلى العلاج بالأعشاب الطبيعية. بمعنى آخر أن هناك عودة قوية إلى ب الأعشاب؛ إذ أنه في استخداماته يسر وسهولة وفائدة عظيمة وأن أعراضه الجانبية ليست كمثل ما هي في الكيمائيات الصناعية، وهذا لا يعني أن الطب الحديث لا يجدي ولكن كل له اختصاصه فهما يكملان بعضهما البعض طالما أنه في صالح هذا الإنسان المريض، وليس معنى ذلك أن الأعشاب كلها مفيدة وطيبة لكن هناك بعض الأعشاب فيها السموم وفيها الموت وكثير من المهرة في طب الأعشاب فيها والشجيرات فلا يصفونها لمرضاهم، ومن أمثلة الأعشاب التي لها فوائد كبيرة الحبة السوداء والتي وردت فيها روايات نبوية شريفة كثيرة منها قوله (صلى الله عليه وسلم): "الحبة السوداء دواء لتسعة وتسعين داء إلا السام"، والرواية الأخرى التي تجمع عدة أصناف من الأعشاب في حديث واحد وهو قوله- صلى الله عليه وسلم- "السنا والسنوت.. قالوا: هذا السنا قد عرفناه فما السنوت؟ قال: إن شاء الله أعرفكموه" قال عروة: ونسيت الثالث السنوت وهو الكمون، وكذلك قوله- صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام"، وهكذا لو بحثنا في أمهات الكتب لوجدنا الأعشاب كثيرة جداً ولا تحصى.
نعمة أم كارثة
تجارة الأعشاب سوق رائجة بلغت حجم مبيعاتها عام 1999 في أوروبا 7 مليارات دولار وفي أمريكا تجاوزت اليوم 30 مليار دولار لماذا؟ لأن العودة للطبيعة تهز بقوة عرش الطب الحديث، وتجد صدى واسعاً لدى من عجز التقدم العلمي بكل إمكانياته عن شفائه أو من يبحث عن العلاج بقروش زهيدة.. ولكن لاشك أن تداول الأعشاب يحتاج لوقفة علمية واقتصادية وسياسية. في بلادنا تخرج إعلانات الأعشاب الطبية بادعاء أنها تعالج جميع الأمراض. أكثر من 100 صنف يستخدم في الطب الشعبي بشكل عشوائي ويدفع الشعب الثمن من صحته وماله جرياً وراء آمال خادعة وحلم بالشفاء.. لذا وضع خط أحمر حول هذه الممارسات الطبية العشوائية وتمت المطالبة بمزيد من الضوابط لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المستهلك في سوق الأعشاب.
من الدواء ما قتل!
يوضح د. أسامة الطبيب أستاذ الميكروبيولوجي أن الطب البديل له شعبية كبيرة بين المصابين لأسباب اقتصادية واجتماعية. والقضية الآن هل تعتبر الأعشاب الطبية غذاء أم دواء أم مكملات غذائية؟ وهل تخضع لضوابط سلامة الغذاء أو الدواء؟ الواقع يقول إن كيفية تحضير الأدوية العشبية وتداولها وطرق توزيعها، وكذلك أسباب وكميات تناولها تختلف تماماً عن تعامل المريض مع الدواء، وفي كثير من الأحيان تتعرض الأعشاب أثناء عملية انتقالها من الأرض للعطاء ثم للمستهلك لعوامل التلوث خاصة عندما يتعلق الأمر بصغار المنتجين الذين يزرعون بعض هذه الأعشاب مثل الكمون ثم يتركونها تجف على سطح حظيرة المواشي فينتشر بها ميكروب E-COLI سواء في مراحل الإعداد أو التخزين أو التوزيع. الأمر يحتاج لأسلوب علمي لتصل هذه الأعشاب الطبية بشكل سليم للمستهلك، أما بتجمع هذه الأعشاب ومعالجتها صناعياً أو تطهير المواد الخام أو المنتج النهائي سواء بمعالجتها إشعاعياً أو بالغازات، ولكن هذا الحل الصناعي سيرفع بالطبع من ثم هذه الأعشاب ويقلل من ثبات العناصر الحيوية بها ،ويخفض من فترة الصلاحية أو يؤثر على النكهة الخاصة بها، ويضرب د. أسامة مثالاً على خطورة التهاون في معالجة الأعشاب بتعرضها لسموم "أفلاتوكسين" وهي مواد سامة تفرز أثناء نمو بعض الفطريات وهي سامة للكبد وتعد أيضاً مسببة للسرطان، وخطورة هذه السموم تكمن في تواجدها في أعلاف الحيوان وانتقالها للإنسان عبر حلقة الغذاء فتسبب له مشاكل صحية.
على المكشوف
ويشير د/ محمد الضوي أستاذ الصيدلة إلى تقرير نشرته هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA على شبكة الإنترنت يوم 19 أبريل 2001 يتضمن تحذير المستهلك من بعض الأعشاب الطبية بعد حدوث حالات تسمم ووفاة في كاليفورنيا.. وتضمن التقرير قواعد لتحديد أمان وسلامة الأعشاب المستخدمة للعلاج لتأمين المستهلك.. ويوضح د. الضوي أن سوق الأعشاب في أمريكا تنظمها بعض القواعد وإن كانت لا توجد على المستوى العالمي ضوابط خاصة بالأعشاب الطبية، ولكن FDA تصر على إتاحة جميع المعلومات للجمهور.. وهذا بالضبط ما حدث عندما نشر التقرير على الإنترنت، والواقع أن صياغة القوانين تحتاج لكل الأطراف في هذه القضية، ولهذا لابد لصغار المنتجين والمصنعين والجمهور والخبراء المتخصصين أن يصلوا معاً لضوابط.. ومعهم جميعاً حماية المستهلك التي تلعب دوراً مؤثراً قبل صدور القرار النهائي.. ولابد لدولنا أن تتوافق مع قواعد الاستيراد العالمية من أجل تصدير أعشابها والتي تخضع لاختبارات دقيقة من المستورد، خاصة بعد أن أصدرت منظمة الصحة العالمية أول مجلد عن النباتات الطبية شائعة الاستخدام وانتهت من إعداد المجل الثاني، وهي تضم معاً دراسات عن 85 نباتاً طبياً حتى تتمكن كل دولة من وضع معاييرها الخاصة لتنظيم التداوي بالأعشاب والواقع أن كثيرا من الدول تراجع الآن موقفها في هذه القضية، وتسعى لوضع مزيد من الضوابط، ولهذا خصص الرئيس كلينتون عام 1998 ميزانية هزيلة .. لقضية قومية، وأمام هذه الميزانية الضخمة تجد الباحثين "أسرى ميزانية ضئيلة لدراسة مأمونية الأعشاب الطبية الموجودة في السوق.
تقول د. سوسن المصري أستاذ العقاقير إن الأعشاب "المعبأة داخل أكياس وتستخدم للمغص أو للكحة أو مهدئ" غير مسجلة كدواء وإنما تعد مكملات غذائية، وبالتالي لا تنطبق عليها شروط تسجيل الدواء من ناحية إجراءات الأمان والفاعلية والثباتية (أي عدم تغير المنتج خلال فترة الصلاحية المحددة له)، وهناك أكثر من مكون وقد تضم أحياناً عشرة مكونات مما يعقد عملية تقييم هذه المنتجات.
ثانياً: منتج الأعشاب الطبية هو الذي يحدد فترة الصلاحية لهذه الأعشاب الطبية تكتب بطريقة عشوائية، ويقال فهيا إنها تعالج جميع الأمراض، كما أنها لا تتضمن أي آثار جانبية أو تحذيرات لفئة معينة كالحوامل مثلاً أو المرضعات أو حتى كبار السن والذين تختلف لديهم عملية التمثيل الغذائي عنها في الشباب.. على سبيل المثال فإن العرقسوس من المكونات الموجودة في أكثر من 70% من الشايات الطبية ورغم ذلك لا تتضمن النشرة أي تحذير من هذا العشب الذي يرفع ضغط الدم، وبالتالي فالمفروض ألا يتناوله مرضى السكر أو مستخدمو أدوية القلب ومدارات البول.. وهناك أيضاً عشب الجنسينج الذي لا يستخدمه الأطفال أو البالغون أقل من 40 سنة، ومع ذلك يوجد في السوق أكثر من مستحضر للأطفال. وتطالب د. سوسن المصري بإنشاء هيئة لمتابعة مأمونية الأدوية بعد طرحها في السوق في انجلترا مثلاً يتابع الأطباء التأثيرات المختلفة للأعشاب الطبية التي يصفونها مع مرضاهم ويرسلون تقارير عنها لهيئة متابعة مأمونية الدواء والتي تقوم بدورها بتجميع البيانات ونشرها في المجلة الطبيعة البريطانية حتى يتم التعرف على جميع الآثار الجانبية للدواء حتى بعد طرحه في السوق وعدم الاكتفاء بالدراسات التي أجريت عليه قبل إنتاجه، وفي مصر فإن الدراسات تتم على أكثر من 20 دواء عشبياً الأكثر شيوعاً فقط. كما أن المستحضرات المستوردة الوافدة من الخارج كالهند مثلاً لا يمكن تقييمها على نحو علمي سليم؛ لأن معظم خلاصة النباتات الموجودة بها تعتبر مجهولة بالنسبة للباحث.
الحذر مطلوب
ذكر تقرير أن بعض أدوية الأعشاب الشعبية يمكن أن تمثل مخاطرة وحتى تهدد حياة الأشخاص الذين يجرون جراحة ولا يجب تعاطيها قبل إجراء العمليات الجراحية، وأورد التقرير الذي نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" نقلاً عن باحثين في جامعة شيكاغو أن بعض النباتات الموجودة في الأسواق يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المرضى الذين يجرون جراحة، وحلل الباحثون العديد من الدراسات القائمة والتقارير حول سلامة بعض أدوية الأعشاب العشبية واستنتجوا أن هذه المواد يمكن أن تؤثر مباشرة على المريض وتتداخل مع تأثير الأدوية الأخرى التي تناولها أثناء الجراحة، ويقول الدكتور شانج سويوان أستاذ مساعد التخدير والمدير المشارك لمركز تانج لأبحاث الأدوية المعدة من الأعشاب في جامعة شيكاغو إن المرضى غالباً ما يحجمون عن إبلاغ أطبائهم باستخدامهم للأعشاب، خشية ألا يستحسن الأطباء منهم مداواة أنفسهم أو أنهم لا يعتقدون أن الأعشاب هي أدوية حقيقية.
ونتيجة لذلك إذا ظهرت مضاعفات أثناء الجراحة فإن الطبيب لا يعرف كيف يتصرف. وقال يوان: ليس هناك اعتراف حقيقي بأدوية الأعشاب، وتصنف هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية هذه المنتجات على أنها ملحقة بالأغذية، ولذا فإن المرضى ينظرون إليها على أنها أغذية أكثر منها أدوية.
علاج منذ القدم
يستخدم زيت الزيتون لدى العديد من الشعوب كمادة علاجية طاردة للعصارة الصفراوية (في حالات احتقان المرارة والقنوات الصفراوية) وملين خفيف في حالات الإمساك.
كما استعمل زيت الزيتون في الطب الشعبي الروسي مع الحليب لإحداث القيء في حالات التسمم الشديد، إضافة إلى استخدامهم للزيت الممزوج مع صفار البيض والسكر لعلاج السعال (معلقة كبيرة صباحاً ومعلقة مساء)، وللتخفيف من آلام المفاصل في حال التهابها يمكن دهن المناطق المصابة بخليط من زيت الزيتون وزيت البابونج، (لهذه الغاية يتم تسخين لتر من زيت الزيتون ثم يضاف إليه 100 غرام من أزهار البابونج المجففة وبعد 10 دقائق يتم تصفيته واستخدامه دافئاً بعمل مساج في الأماكن المصابة). كما يستخدم زيت الزيتون في عمل مساج خفيف في حالات آلام الظهر (عرق النسا) وبخاصة في مناطق انتشار الألم، ويمكن استخدام زيت الزيتون لعلاج حالات التعب العام وآلام القدم والأطراف السفلية بعد عمل شاق أو جهد طويل، حيث يتم عمل مساج بالزيت للقدم وعضلات الساق بعد غمرها لعدة دقائق في الماء الدافئ (يستعمل خليط من زيت الزيتون وعصير الليمون بنسبة 1 : 1 كما يستخدم زيت الزيتون في الطب الشعبي لعلاج حالات حرقة المعدة، بإعطاء ملعقة من زيت الزيتون قبل الأكل، مما يساعد على خفض إفراز العصارة المعدية التي تسبب الشعور بالحرقة.
العلاج بالغذاء
في مقدمة كتابه "الحاوي" حذر الحكيم "أبو بكر الرازي"، قبل أكثر من ألف عام قائلاً: المعالجون الأميون والأحداث ممن لا تجربة لهم من كثرة أطماعهم قتالون فاجتنبوهم. لم أقرأ هذا التحذير في أحد كتب الرازي كما لم يرد على لسان أحد خبراء الطب الحديث، وللعجب فقد نشر هذا التحذير من قبل أحد العطارين أصحاب مراكز العلاج بالأعشاب المنتشرة حالياً في قطر والتي تعرف أيضاً بمراكز الطب البديل: فقد أصبحنا نطالع بشكل شبه يومي إعلانات من نوع أول مركز متخصص في عالم الأعشاب يقدم لكم وبكل فخر أجود أنواع الأعشاب التي تفيد في التالي.. والتالي عبار عن قائمة طويلة من الأمراض المستعصية التي يدعى أصحاب هذه المراكز القدرة على علاجها والشفا منها نهائياً بدون أدوية أو جراحات، بالتأكيد الأعشاب منافسة قديمة للعقاقير الحديثة، ولكن إلى متى الصمود؟
فالناس لا يزالون يرون في الأعشاب الطبيعية الأمان الكامل، ولاشك أن عامة الناس يميلون إلى الاستشفاء من صيدلية الطبيعة التي حباها بها الله، والتي طالما جادت علينا بشتى أصناف العلاج والدواء والشفاء في كثير من المجالات الصحية والبيئية، ومقولة الصيدلية القديمة صارت حديثة تعد صحيحة تماما؛ حيث أن معظم العقاقير الحديثة مصنوعة من الأعشاب، إلا أن العطارين باقون بأعشابهم وروائحهم ومنتجاتهم العتيقة رافعي شعار (دع عقاقيرك في قواريرك... وعالج نفسك بالغذاء لا بالدواء)، ولاشك أن هناك فئة من تجار الأعشاب استغلوا تطلع المرضى للشفاء، فوقع هؤلاء المرضى تحت طائلة التعرض للخداع والاستغلال من المحتالين الذين يدفعهم الجشع والرغبة في تحقيق الربح لابتزاز المرضى عن طريق بيع الوهم، أو الأمل في الشفاء بأثمان باهظة.
أغراض شتى
عرف الإنسان منذ فجر التاريخ الأعشاب الطبية وفوائدها العلاجية المختلفة، فقد برع الصينيون والمصريون القدماء في علم التداوي بالأعشاب. حيث استخدموا العديد من هذه الأعشاب في علاج الكثير من الأمراض. بالإضافة إلى استخدامها في التحنيط، وكذلك في أمور الزينة والتجميل، مثل نبات أبلادونا (ست الحسن) الذي استخدمته النساء بكثرة لتوسيع حدقة العين، وفي العصور الإسلامية انتشر علم التداوي بالأعشاب، وظهر الكثير من الكتب والمخطوطات التي تشرح بصورة واضحة أنواع الأعشاب الطبية المختلفة وطرق استخدامها وأنواع الأمراض المختلفة التي تستخدم فيها مثل هذه العقاقير الطبية مثل تذكرة داود، وكتاب الطب لابن سينا، وغيرهما من العلماء الأكفاء الذين كانت تدرس كتبهم لعدة قرون في المعاهد العلمية الأوروبية.
وبالرغم من التطور الهائل في علم الأدوية وظهور أعداد هائلة من الأدوية في شتى مجالات العلاج، وخاصة خلال القرن المنعدم، فإن الحقبة الماضية شهدت عودة إلى استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض كواحدة من أهم الطب البديل، ولا يقتصر الاهتمام بالتداوي بالأعشاب على الدول المتقدمة، بل تعداها إلى الكثير من بلدان العالم النامي، وتتنوع طرق استخدام الأعشاب الطبية من استخدام منقوع أو مغلي النبات الكامل إلى استخلاص المواد الفعالة واستخدامها في صور تراكيب صيدلية مختلفة، وتعد العودة لاستخدام النباتات الطبية في العلاج هي عودة للطبيعة، خاصة وأن العقاقير التخليقية لها أعراض جانبية متعددة مقارنة بهذه الأعشاب، ويتبقى أن نشير هنا إلى ضرورة تقنين استخدام هذه الأعشاب الطبية، خاصة وأنها تحتوي على العديد من المواد الفعالة وتحضير التراكيب الصيدلية المختلفة منها. مما سوف يؤدي إلى تقليل ظهور أي أعراض جانبية بسبب استخدام جميع أجزاء النبات.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 48