في مصر
الزيادة السكانية تستنفذ مياه النيل
هالة صلاح الدين
كان هذا السؤال محور الندوة التي نظمها المجلس القومي للسكان المصري برئاسة السيد إبراهيم الأتربي أمين عام المجلس الذي ربط بين طرفي الزيادة السكانية وندرة المساه حيث تمتد سلسلة طويلة من المشاكل قائلا أن العلاقة بين السكان والموارد المائية في مصر علاقة أزلية وقديمة أحد طرفي المعادلة هو السكان الذي يؤثر علي الطرف الثاني وهو الموارد المائية كما أن الطرف الثاني يؤثر تأثيرا عظيما علي السكان فحيثما وجدت الموارد المائية وجد العمران والتنمية الشاملة والتوسع في الرقعة الزراعية ففي وجود حوالي 65,3 مليون نسم في مصر علي مساحة حوالي 5.5% من المساحة الكلية وفي حوالي 2,07% زيادة سكانية سنوية فإن غزو الصحراء يصبح ضرورة ملحة أكثر منه حلما.
مياه ونقصان
وتبدأ مشكلة نقصان المياه عندما ترمي قضية التضخم السكاني بأوراقها الكثيفة علي شط حصة مصر من المياه سنويا يقول السيد إبراهيم أن مصادر المياه في مصر ثلاثة نهر النيل الذي يمثل 90% من مصادر المياه والمياه الجوفية بنسبة 7% ومياه الأمطار بنسبة 3% وطبقا للاتفاقيات الدولية مع دول حوض النيل فإن حصة مصر من مياه نهر النيل هي 55,5 مليار متر مكعب سنويا وهناك ثلاثة قطاعات تستنفد مصادر المياه هي الزراعة بنسبة 86% والصناعة بنسبة 95 والشرب والاستخدامات الأخرى بنسبة 5% من جملة الاستهلاكات هل تكفي النسب الأخرى للأجيال القادمة؟
حصة المصري
ورد الأستاذ إبراهيم علي تساؤله قائلا أن أول عملية عد للسكان في مصر ترجع لعام 1800 وقدر عدد السكان 2.5 مليون نسمة وكان نصيب الفرد من المياه 22200م3 سنويا وفي تعداد 1882 بلغ عدد السكان 6,7 مليون نسمة وكان نصيب الفرد من المياه 8283,6م3 وفي تعداد عام 1960 بلغ عدد السكان 26,085 مليون نسمة وكان نصيب الفرد من المياه 2127.7م3 سنويا وفي تعداد 1986 بلغ عدد السكان 48,254 مليون نسمة وكان نصيب الفرد من المياه 150.2م3 سنويا وفي تعداد 1996 وصل نصيب الفرد من المياه 935.7م3 سنويا وتبين هذه الأرقام النقصان المستمر والسريع لنصيب الفرد من المياه سنويا والذي يهدد وبشدة حياة الأجيال المقبلة وعلينا أن ندق ناقوس الخطر من الزيادة السكانية.
والحــــل
ويطرح الأمين العام للمجلس القومي للسكان عشرة حلول لإنقاذ المياه المستهلكة بشدة قائلا هناك سبل عديدة لابد من إتباعها لمواجهة مشكلة ندرة المياه وهي عدم الإسراف في المياه المستخدمة واستخدام طرق الري الحديثة وزراعة محاصيل تستهلك مياها أقل وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي وزيادة عملية تحليه مياه البحر وزراعة سلالات جديدة من الأرز غير شرهة للمياه تنفيذ مشروعات جديدة كفتاة جونجلي وهي قناة بطول 360كم لتفادي ضياع المياه في مستنقعات بحر الجبل ورغم أنه تم البدء فيها عام 1979 إنما توقف بسبب الحروب الدائرة بين شمال وجنوب السودان ولكن هذا المشروع يستطيع أن يوفر 4 مليارات متر مكعب من المياه تقسم مناصفة بين مصر والسودان.
بالإضافة غلي استثمار المياه الجوفية في الواحات في الصحراء الغربية وضرورة الاستثمار الأمثل لمياه الأمطار خاصة في الساحل الشمالي الغربي.
فقد حقق الرئيس محمد حسني مبارك المشروعات التنموية العملاقة التي تحتاج إلي كل قطرة من المياه وبدأ الخير والنماء يغمران أرض مصر شمالا في المشروع القومي لتنمية سيناء وجنوبا في مشروع تنمية جنوب الوادي بما في ذلك توشكي وشرق العوينات والوادي الجديد.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 49