حلقات الأشجار تكشف عن موجات الجفاف القديمة
أحمد أشكناني
توصل باحثون أمريكيون في جامعة أركنساس إلى أن دراسة حلقات الأشجار يمكن أن توفر أدلة حول الدور الكبير الذي لعبته موجات الجفاف في مصير الحضارات القديمة التي اختفت قبل فترة طويلة. وأوضحوا أن دراستهم لحلقات أشجار عمرها 1238 سنة في المكسيك ووسط أمريكا هي أول دراسة من نوعها تساعد في إعطاء نظرة عن المناخ في المكسيك قبل فترة الاستعمار على أساس سنوي طوال أكثر من ألفية، وهى تؤشر إلى السنوات الحقيقية التي وقعت فيها 3 موجات جفاف هائلة.
وأشار العلماء إلى أنه تأكد أن موجة الجفاف الكبيرة الأولى القديمة في جنوب غرب أمريكا وقعت بين العام 1149 و1167، ويبدو أنها تمددت إلى وسط المكسيك، حيث أطاحت بالمحاصيل الغذائية ووجهت صفعة مميتة لثقافة «تولتيك». وأن التدقيق في هطول الأمطار يوفر دليلاً على ما يعرف بالجفاف الكلاسيكي الأخير الذي يربطه المتخصصون بعلم الانسان بانهيار حضارة المايا. فهذه التغيرات كانت معقدة، ولا يمكن لتفسير واحد على الأرجح أن يفسر انهيار حضارة المايا لكن دراستنا ستسمح لعلماء آخرين باجراء تحقيقات اضافية وفهم تأثير موجات الجفاف. ويذكر أن حلقات الأشجار تنتشر حول اللب وتكون متوازية ولا تأخذ شكلاً تام الاستدارة في بعض الأحوال، وأطلقت عليها هذه التسمية نظراً لتكون حلقة كل سنة في المناطق المعتدلة التي تنتظم فيها الفصول المناخية لذا فيمكن الحكم علي عمر الشجرة من عدد هذه الحلقات، أما في المناطق المدارية وتحت المدارية فالأمر يختلف بسبب إمكانية تكون أكثر من حلقة خلال السنة الواحدة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 135