الحناء.. زينة ودواء وصناعة حديثة
المضمضة بجذورها المغلية تقوي اللثة وتساعد على التماسك
أمل جاسم
وصف شجرة الحناء
الحناء من الشجيرات الحولية أو المعمرة تمكث نحو ثلاث سنوات وقد تمتد إلى عشر سنوات، مستديمة الخضرة، يصل طولها إلى ثلاثة أمتار، لها جذور وتدية حمراء، وساقها كثيرة الفروع والفروع الجانبية. هي خضراء اللون وتتحول إلى البني عند النضج. أوراق الحناء بيضاوية الشكل بطول 3-4 سم، وهي عريضة متقابلة الوضع بلون أحمر خفيف أو أبيض مصفر.
أزهارها صغيرة بيضاء لها رائحة عطرية قوية ومميزة، وهي في نورات عنقودية، والثمرة تحوي بذورا هرمية الشكل. شجرة الحناء لها صنفان يختلفان في لون الزهر، كالصنف ذي الأزهار البيضاء والصنف ذي الأزهار البنفسجية. عادة ما تنتشر زراعة هذه الشجيرة في المناطق الحارة مثل شبة الجزيرة العربية ومصر والهند.
تزرع الحناء في الأراضي الطينية والرملية إما بالبذرة أو بالعقلة، ويلزم لإتمام نموها درجة حرارة عالية ورطوبة جوية مرتفعة. وتحتوي أوراق الحناء على مواد سكرية وراتنجية ودهنية كما تحتوي على عطر ومواد قابضة تعرف بإسم جناتانيق بالإضافة إلى مادة اللوزون الملونة، وهي مادة متبلورة برتقالية اللون وتذوب في الماء.
استخدام الحناء في علاج الجروح والقرح قائم على احتواء الحناء على مضادات حيوية فعالة ضد أنواع كثيرة من الجراثيم ومواد قابضة للقضاء على الالتهابات الفطرية بالقضاء على الرطوبة وإزالة الوسط لنمو الفطور.
الأجزاء المستعملة
الأوراق، تحتوي الأوراق على مادة ملونة تسمى مادة اللوسون وهذه المادة الصبغة النباتية الثابتة، مواد دهنية، مواد راتنجية، تانينات قابضة ويرجع لها الأثر الطبي في العلاج لتشققات القدمين، زيت طيار له رائحة طيبة محتويا على ألفا وبيتا أيونين، كومارين، مواد فلافونية. تؤخذ أوراق الحناء وتجفف ثم تطحن وتكون بذلك جاهزه للاستعمال. لاوسونيا إنيرمس Lawsonia Inermis هو الاسم العلمي للحناء.
الحناء.. زينة ودواء وصناعة حديثة
دخلت عناصر ومركبات ورقة الحناء، إلى جانب استعمالاته التقليدية المعروفة في الزينة، مجال الصناعة والتداوي والاستشفاء لعلاج الكثير من الحالات المرضية، منها أمراض الصداع وأمراض الصفرة والجرب وعلاج الجروح والحروق وسائر الأمراض الجلدية. إضافة إلى استخداماته لعلاج تقوية الشعر وتغذيته، وضد أمراض الوهن والتدهور والتقصف والتساقط، وتشقق الجلد. وذلك لما يحويه من بروتينات منشطة، حيث تؤكد الأبحاث احتواءه على نسبة مرتفعة من المواد الملونة، والمادة القابضة التي تسمى (الناتين)، كما تتميز أوراقه بنسب عالية من تلك المواد.
نتيجة لهذه المنافع دخلت عناصر الحناء الكثير من المراكز والمختبرات العلمية والطبية الحديثة، وأصبح تركيبه يدخل في نطاق التحديث بهذه المراكز في تصنيع الأدوية ومجال صناعة مستحضرات التجميل وصباغة الشعر، وصناعة النسيج وتحضير العطور ودباغة الجلود وتلوين الصوف والقطن وتزيين الأثاث والخشب والخيزران، ذلك لاعتباره مادة طبيعية أفضل من المواد الكيماوية.
الحناء عبر التاريخ
جاء الحناء مدونا ضمن حضارات بعض الشعوب كالفينيقية والآشورية والفرعونية بجانب الحضارة العربية والإسلامية. وقد روى «ابن ماجه» في سننه أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صدع غطى رأسه بالحناء، ويقول انها نافعة بإذن الله من الصداع. كما يقول «ابن القيم» عن الحناء: الحناء بارد في الأولى، يابس في الثانية، وأعضاؤه مركبة، ومن منافعه أنه محلل نافع من حرقة النار، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به، كما ينفع إذا مضغ من قروح الفم.
من أشهر من استعمل الحناء في التاريخ من النساء ومنذ آلاف السنين، الملكة المصرية كيلوباترا، كما استعملته الملكة المصرية شجرة الدر. واستعمله المصريون القدماء في تحنيط مومياتهم، ودهن مركباتهم لمنع السوس من التسرب للخشب.
أسماء الحنة
عرفت الحناء في معظم البلاد العربية منذ القدم، إلا أنه لا يعرف تاريخ محدد لزراعتها عربيا، لكنها بقيت كأثر من المأثورات الشعبية التقليدية المتداولة أو المستعملة على الصعيدين الشعبي والاجتماعي. هي من أقدم وسائل التجميل والفرح التي عرفها الانسان على الاطلاق.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 152